الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآية رقم (13): {وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال)، الواو حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم.. الياء الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (باللّه) متعلّق ب (تشرك) اللام المزحلقة تفيد التوكيد. جملة: اذكر (إذ...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (قال لقمان...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (هو يعظه...) في محلّ نصب حال. وجملة: (يعظه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو). وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (لا تشرك...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (إنّ الشرك لظلم...) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الشرك)، مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد: - لقمان الحكيم: في اسمه قولان: أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية. وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى. وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا... وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها: أ- قال قتادة: خيّره اللّه بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل اللّه إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة. ب- قال سعيد بن المسيب: كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل: كان خياطا وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال: وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال: قدر اللّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني. ج- وقال أنس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال اللّه تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ). د- قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ... هـ- قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة. وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. وقال أبو إسحاق الثعالبي: كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند اللّه وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما..! .إعراب الآيات (14- 15): {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}.الإعراب: الواو استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا)، وعلامة الجرّ الياء (وهنا) مصدر في موضع الحال من أمّه (على وهن) متعلّق بنعت ل (وهنا)، الواو عاطفة (في عاملين) متعلّق بخبر المبتدأ فصاله (أن اشكر لي) مثل أن اشكر للّه، لوالديك متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير. جملة: (وصّينا...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان. وجملة: (حملته أمّه) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (فصاله في عامين) لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه. وجملة: (اشكر لي) لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية. وجملة: (إليّ المصير) لا محلّ لها تعليليّة. (15) الواو عاطفة (جاهداك) في محلّ جزم فعل الشرط.. والألف فاعل، والكاف مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (بي) متعلّق ب (تشرك)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق بخبر ليس (به) حال من علم. والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (جاهداك). الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة الواو عاطفة (في الدنيا) متعلّق ب (صاحبهما)، (معروفا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي صحابا معروفا الواو عاطفة (إليّ) متعلّق ب (أناب) (ثمّ) حرف عطف (إليّ) الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم الفاء عاطفة (ما) حرف مصدري. والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم). وجملة: (جاهداك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا... وجملة: (تشرك....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (ليس لك به علم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (لا تطعهما...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (صاحبهما....) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: (اتّبع...) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: (أناب....) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (إليّ مرجعكم) لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم... وجملة: (أنبئّكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم. وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (وهنا)، مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة: فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: (ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ). أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم. الفوائد: الجملة المعترضة: وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها: 1- بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد: 2- بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي: 3- بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني: 4- بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني: الأقارع: بنو قريع بن عوف. 6- بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ). 7- بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى: 8- بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). 9- بين الموصول وصلته، كقول جرير: 10- بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي: قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص. .إعراب الآيات (16- 19): {يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}.الإعراب: (يا بنيّ) مرّ إعرابها، (تك) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها (من خردل) متعلّق بنعت لحبّة الفاء عاطفة (في صخرة) متعلّق بخبر تكن، (في السموات) مثل في صخرة وكذلك (في الأرض) (بها) متعلّق ب (يأت)، (خبير) خبر ثان مرفوع. جملة: (يا بنيّ...) لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان. وجملة: (إنّها إن تك...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (إن تك...) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (تكن في صخرة...) في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك... وجملة: (يأت بها اللّه...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: (إنّ اللّه لطيف...) لا محلّ لها تعليليّة. (17) (يا بنيّ) مثل الأولى (بالمعروف) متعلّق ب (اومر)، (عن المنكر) متعلّق ب (انه)، (على ما) متعلّق ب (اصبر)، (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.... وجملة: (يا بنيّ) الثانية لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: (أقم...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (اومر..) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: (انه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: (اصبر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: (أصابك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (إنّ ذلك من عزم الأمور) لا محلّ لها تعليليّة. (18) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (للناس) متعلّق ب (تصعّر) (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق ب (تمش) (مرحا) مصدر في موضع الحال، (لا) نافية (فخور) نعت لمختال مجرور مثله. وجملة: (لا تصعّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (لا تمش...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ) لا محلّ لها تعليل للنهي. وجملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ. (19) الواو عاطفة (في مشيك) متعلّق ب (اقصد)، (من صوتك) متعلّق ب (اغضض)، اللام المزحلقة. وجملة: (اقصد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (اغضض...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (إنّ أنكر...) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (16) صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون. (19) مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (صوتك)، الاسم من (صات، يصوت) باب نصر، (ويصات) باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون. (أنكر) على وزن اسم التفضيل من (نكر) الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل. البلاغة: التتميم: في قوله تعالى: (إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ..) والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء: فقولها (في رأسه نار) تتميم جميل لابد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين. الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ). حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه. |